ما اشبه اليوم بالأمس ،

و ما اشبه سعد ب رفيق ..
يقف الرئيس سعد الحريري اليوم في منتصف طريق الأزمة العاصفة بلبنان ، لا بل في عين العاصفة السياسية التي تضرب الكيان اللبناني وحيدا مكشوفا دون غطاء ..
فالرجل خرج خطوة واحدة برجل واحدة من نادي رؤساء الحكومات اللبنانية السابقين المتحالف مع النادي السياسي الأمريكي السعودي ، و دخل بتلك الخطوة ذو الرجل الواحدة نادي التسويات الفرنسية الإيرانية ..
فلا هو خرج كاملا من ذلك النادي و لا هو دخل كاملا في النادي الآخر .. فعرض نفسه للاستهداف ..
أولى بشائر الاستهداف المحلية اتت عبر تبرؤ نادي رؤساء الحكومات اللبنانية السابقين من مبادرته باتجاه تشكيل الحكومة المتعثرة بعد أقل من ساعة على اطلاقها ،
و أولى بشائر الاستهداف الإقليمي اتت عبر حملة اعلامية شنتها الصحف السعودية على مبادرته و اتهامه بأنه يقدم تنازلات لصالح حزب الله الإرهابي الذي وصفه الملك السعودي بأنه اساس المشكلة في لبنان و لا حل بوجوده ..
رجوع الحريري خطوة إلى الوراء لن تعيد له ثقة النظام السعودي الذي بدأ منذ فترة طويلة يرى في شقيقه بهاء خلفا سياسيا يتمتع بمواصفات المواجهة مع إيران ..
دخول الحريري نادي التسويات الفرنسية الإيرانية و انتسابه كاملا له قد يضمن له مستقبلا سياسيا داخليا على الاكيد ، إنما يلزمه ضمانات أمنية فرنسية قد لا تستطيع فرنسا تقديمها في عجقة المصالح الإقليمية و الدولية المتشابكة على أرض لبنان ..
خطوة الحريري اليوم هي " خطوة سياسية ناقصة " حتى الآن ، فهي اضرت بعلاقاته اقليميا و دوليا و لم تربحه مقعدا في النادي الآخر ، و الدليل هو صورة مصطفى اديب الواقف على عتبة تشكيل الحكومة و " التردد " هو الاسم الوحيد الثابت في التشكيلة المرتقبة ..
قبيل اغتيال رفيق الحريري بساعات ، دخل مجلس النواب اللبناني و اختار مقعدا ليجلس عليه ، و لما سأله النائب فارس بويز عن سبب اختياره ذلك المقعد تحديدا ، اجابه أنه اختار المقعد الوسطي ما بين نواب قرنة شهوان المطالبين بالانسحاب السوري من لبنان و بين بقية النواب حلفاء الدولة السورية في لبنان ..
يومها كان الصراع قاءما على " كيفية و طريقة انسحاب سوريا من لبنان " ... هذا الصراع كان تجسيدا لصراع فرنسي أمريكي بدأ لحظة اجتياح الولايات المتحدة الأمريكية للدولة العراقية ..
هل يخسر ماكرون معركته كما خسرها شيراك ؟؟