واشنطن تدخل مرحلة " العمى التشريعي " حتى الاسبوع الثالث من كانون الثاني ، حيث ينشغل النواب بانهاء تشريعاتهم و يبدأون بتوثيق نتيجة الانتخابات ..

ترامب استبعد من اجتماع مجلس الامن القومي كي لا يعرف احد الخيار الذي سيختاره بعد تسريب اجتماعه السابق لنيويورك تايمز ، حيث سيرفع المجتمعون خياراتهم المتعلقة بنوعية الرد على طهران الى الرئيس ..
القصف الأخير الذي طال السفارة الأمريكية في بغداد و اصاب بعض مجمعاتها كانت الشعرة التي قطعت ظهر البعير و إن كان ترامب قد ربط أي رد عسكري أمريكي على إيران بمقتل أي أمريكي ، لكن ليس سرا أن ردا عسكريا على طهران هي فكرة تدور منذ سنوات في الإدارة الأمريكية بتشجيع من نتنياهو و المملكة السعودية ..
و بالرغم من النفي الرسمي الإيراني و مجموعات المقاومة العراقية التابعة لها عن أي دور لإيران في قصف السفارة الأمريكية لا في المرة الأولى و لا في المرة الثانية ، إلا أن لا أحد حقيقة يريد الاستماع أو التحقيق في مصدر الصواريخ ..
الإدارة الأمريكية حاضرة عسكريا للرد متى شاءت ، فحاملات الطائرات و القطع المرافقة لها على مرمى حجر ، و الغواصة النووية جورجيا في المنطقة ، و القواعد الأمريكية جاهزة و طائرات ال B52 تكاد لا تغيب ، بالإضافة إلى زيارات عسكرية أمريكية من الطراز الأول للمنطقة ، كزيارة مارك ميلي أو قائد الاسطول الخامس الأمريكي للسعودية و وفود كبيرة غيرهم لم يتم الإعلان عنها ..
بموازاة ذلك ، تبذل جهود كبيرة داخل إدارة ترامب لتجاوز هذا القرار إن على صعيد وزارة الدفاع أو المخابرات الأمريكية التي رفعت تقريرا عن عدم جدوى الضربة الأمريكية على ايران في المدى الإستراتيجي البعيد ..
إنها مرحلة صعبة يعيشها ترامب بأزماته الداخلية ، خاصة بعد خسارة الانتخابات ، و هو يبحث عن انتصار في اللحظات الأخيرة حتى لو كان موجودا خارج اسوار الولايات المتحدة الأمريكية ،
إنها لحظة الحسم المجنون أو الانسحاب الأبدي ،
ماذا سيختار ساكن البيت الأبيض ؟؟