(في الذكرى الخامسة لإحتلال الدامور ألقى الشيخ بشير الجميل كلمة في المناسبة في مهرجان أقيم في قاعة سينما"la sagesse" في الأشرفية)

إستهل الشيخ بشير كلمته مؤكداً"أن الدامور رمز ومحطة، ويجب أن تكون الرمز لكل القرى التي أصابها ما أصاب الدامور والتي تعاني اليوم المعاناة نفسها التي عانتها الدامور قبلها".
وأضاف:"في بداية الحرب كنا ما نزال نعتقد أن العملية عملية سؤ تفاهم، ويمكن إصلاحها بوقف للنار، أو في إجتماع أو في لجنة هدنة، إلى أن سقطت الدامور وإستطعنا حينها إدراك كل أبعاد المأساة التي كنا نعيشها دون أن ندركها، وبدأنا نتحسّس عملياً أعباءها وأخطاءها.
منذ ذلك الوقت فهمنا التوافق الحاصل بين الجيش السوري واللاجئ الفلسطيني للقضاء على الدامور، ومن خلال القضاء على الدامور القضاء على لبنان كله بوجهه الحضاري وبشخصيته المميّزة، وبالتالي خلق جمهورية عربية تقدمية إشتراكية إسلامية في لبنان. من أجل ذلك تواطأ الجيش السوري واللاجئ الفلسطيني في الدامور، على كلّ، منذ ذلك الوقت بدأنا نفهم ونعي
الأخطار التي تواجهنا".


وقال:"خضنا حرب المقاومة في العام ١٩٧٨، وإستطعنا أن نُريح حافظ الأسد من خطاب شهير آخر كان يمكن أن يقف في ما بعد ليعلن فيه أن الجيش السوري تواطأ مع اللاجئ الفلسطيني للقضاء ليس فقط على الدامور وإنما على الأشرفية التي هي العاصمة. فصمدنا وقاومنا وإنتصرنا".
(...) وأضاف:"هذا الإغتصاب للدامور وكل منطقة إحتلّها الفلسطيني بقوة السلاح في العام ١٩٧٦، لن يدوم لأننا شعب إذا أراد أن يقيسنا على نفسه فهو على خطأ. نحن شعب لا يهرب ولا يعطي أرضه ولا يبيعها.


إن أوضح كلمة يمكن قولها، أن نعود فنجدّد الوعد، أيا كانت الصعوبات والأوضاع الدولية والنصائح التي يسديها إلينا الغرب، إننا نعرف تماماً كيف نحرّر بلادنا. سنعرف كيف نتدبّر أمرنا مع الفلسطينيين. فليعرف الفلسطيني أن هذه الأرض ليست ولا يمكنه أن يراهن عليها. فهي ارضنا وسنعود إليها. فكلّ إستعداداتنا وتطلعاتنا وأمانينا أن نعود يوماً ما، ونأمل أن يكون ذلك قريباً، وأن نسترجع سيادتنا على أرضنا مع من يريد مساعدتنا. وبمفردنا إذا لم يساعدنا أحد."
وشدّد على أن"المقاومة اللبنانية وجدت على الأخصّ لمواجهة تقسيم لبنان، لأن أي تقسيم يعني وطناً قومياً مسيحياً من جانب ووطناً فلسطينياً بديلاً من جانب آخر.


نحن لا نريد وطناً قومياً مسيحياً، ولا نقبل بوجود وطن فلسطيني بديل على أرضنا. فالمقاومة اللبنانية وجدت لمحاربة هذا الواقع، ونحن ما زلنا نحارب لإزالة هذا الواقع والعودة إلى لبنان واحد. ونحن نتفق مع المسلم في ما بعد على صيغة سياسية معينة تلائمه وتلائمنا، لنطلع من عقدة الغبن والخوف والمشاركة وما شابه، فلنجلس معاً ونتفاهم على نظام جديد وإنما بعد خروج السوري والفلسطيني...".