قبل بدء الكلام عن تطبيع بين إسرائيل ودول الخليج، برز كلام كثير عن محاولة روسية لتحقيق سلام بين إسرائيل وسوريا وخاصة بعد الإنفتاح السوري على السعودية والإمارات. كان الهدف الخليج إبعاد النفوذ الإيراني عن المنطقة قدر المستطاع عبر تقديم تسهيلات ووعود بفك الحصار عن السوري في ساعات قليلة شرط التخلي عن الحلف الإيراني وتجفيف المساعدات لحزب الله ولكن الجواب السوري كان دائما سلبيا. 

وهنا وبعد فشل فكرة التدخل العسكري لحسم المعركة مع إيران وأذرعتها العسكرية، اقترحت روسيا دمج حزب الله في الدولة اللبنانية عبر اغرائه بالمثالثة وإعطاء الشيعة دورا أكبر في الدولة المقبلة ولكن بعيدا عن النموذج الخميني في إيران. 

ومن هنا، ستكون هذه الورقة مطروحة بقوة على طاولة التفاوض الأمريكي - الإيراني القادمة لا محال بحيث سيسعى الروسي إلى تحقيق مكاسب له على الأرض دون التفريط بالورقة اللبنانية مع تأمين حماية أمن اسرائيل قبل كل شيء. وعليه، فإن الوصول إلى هذا الهدف لن يتحقق إلا بعد مخاض يتم التحضير له منذ سنوات وها قد اصبحنا في قلبه وقالبه، فالإنفجار الإجتماعي - الإقتصادي "الأمني" على وشك أن يحدث تحت غطاء سياسي قد لا يوفر لصاحبه هذه المرة المظلة اللازمة للخروج بأمان من خريطة الشرق الأوسط الجديد الذي بدأت ملامحه تظهر لا بل تتشكل منذ أشهر قليلة حيث لن يكون هناك مكان لكل اللاعبين الحاليين.