زار الرئيس الأوكراني تركيا اليوم بعد الظهر بعد زيارة لقطر أجراها بداية الأسبوع ..

إردوغان يصرح منذ قليل أنه يدعم المطالب الأوكرانية و يعتبر جزيرة القرم جزءا لا يتجزأ من اوكرانيا ،
إذا عمليا إردوغان ينقلب ضد روسيا ..
و كنا قد ذكرنا سابقا أن إردوغان يسعى لشق قناة تصل البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأسود موازية لقناة البوسفور و ستدعى قناة اسطنبول ،
و معلوم أن قناة أو مضيق البوسفور يخضع لتفاهمات و معاهدات دولية و بالتالي المرور عبره يخضع لشروط دولية معينة ، بينما " قناة اسطنبول " ستكون قناة خاصة داخل الأراضي التركية تتحكم تركيا بمدخلها و مخرجها و هنا بيت القصيد اي تستطيع تركيا منع روسيا أو غيرها من الدول من عبورها ، كما تستطيع نقل أي شيء من خلالها و هذا ينقلنا إلى موضوعين :
- الأول، اتفاقية النقل التي وقعت منذ أيام بين تركيا و اوكرانيا و ليتوانيا و قد تشمل نقل الغاز إلى أوروبا ، و هذا ينقلنا إلى الموضوع الثاني أي دور قطر في هذه العملية و زيارة رئيس اوكرانيا إليها مؤخرا ..
إذا من المعطيات الموجودة ، إردوغان يسعى لتطويق نقل الغاز الروسي من ناحية محيط البحر الأسود و اوكرانيا بجلب الغاز القطري ، و الأمريكيين يسعون عبر ضغطهم على مشروع السيل الشمالي north streem 2 ، بين روسيا و المانيا ، لالغاءه ، و عليه يضاف إليهم مشروع نقل الغاز الإسرائيلي و القبرصي عبر اليونان إلى أوروبا ، و الهدف :
عزل روسيا و قطع أهم مواردها المالية إلى أوروبا ..
أمام روسيا ثلاثة جبهات لمعالجتها :
- جبهة السيل الشمالي مع المانيا و التي تخضع لموقف الدولة الألمانية التي حتى الآن لا تزال متعلقة بالمشروع لقصر طريق النقل و استقلالية استيرادها و الأهم انها تملك ٣٠% من شركة الغاز الروسية Gazprom
- جبهة إسرائيل قبرص ردت عليها روسيا بتوقيع العقد الأخير مع الدولة السورية في الآبار المتاخمة لحدود لبنان و التي تملك وفرة غاز تغطي الآبار القبرصية و الإسرائيلية مجتمعة و لعدة أضعاف مما سينتج غازا اوفر سعرا من غيره
- تبقى جبهة اوكرانيا - تركيا حيث الحماوة العسكرية بدأت و حيث ينحصر الرد في تلك البقعة بالرد العسكري فقط ، و هذا ما تظهره الحشود من الجانبين الآن ..
جبهة البحر الأسود بحاجة لفتيل اشعال يملكه الجميع ،
و لكن من يجروء اشعاله ؟
بانتظار اشعال الفتيل الأوكراني أو عدمه ،
سنرى عقابا روسيا لاردوغان قد يبدأ من الجبهة السورية ( و هو قد بدأ منذ مدة وجيزة ) و سينتشر انتشار النار في الهشيم في بقية المنطقة