في خلال ١٠ ايام مضت ، سجلت الأحداث التالية :

- قرار لحاكم مصرف لبنان برفع الدعم عن المحروقات ، و بغض النظر عن احقية الناحية الاقتصادية للقرار ، فإن تداعياته السياسية على السلطة القائمة كانت ستكون كبيرة جدا لو نفذ ..
- كلام للأمين العام لحزب الله يؤكد ان البنزين و المازوت الايراني على الأبواب و يقول : " نحن قطعا سنأتي بالمازوت والبنزين من إيران ، الموضوع محسوم ، و بعدين بس يمشي المازوت والبنزين ، هناك مسار آخر .."
القلق الغربي كان من كلمة " مسار آخر " ...
- الجيش يبدأ حملة مداهمات للمحطات و لائحة من العدم تظهر فجأة تتضمن مستودعات تحت الارض في الحقول و المزارع و المستودعات على كامل رقعة البلاد ..
- مدير الاستخبارات الأمريكية يزور لبنان عبر مطار بيروت و يتوجه إلى السفارة الأمريكية لثلاث ساعات و ثم يغادر دون الإعلان عن لقاءات اجراها خلال تواجده .. تسريبات غير مؤكدة من هنا و هناك انه التقى ببعض رؤساء الأجهزة الأمنية اللبنانية و ربما سياسي لبناني او اكثر ..
- السفيرة الأمريكية تلتقي ميقاتي و تتوجه إلى بعبدا بعنوان تشكيل حكومة اصلاحية على وجه السرعة مع تلويح بالعقوبات الاوروبية من جهة و المساعدات الأمريكية من جهة ثانية ، و تقول " لبنان بحاجة الى قادته من اجل تشكيل حكومة تعنى بالاصلاح .."
و ما بين هذه الأحداث ، يأتي انفجار مستودع الوقود في عكار و عدد الضحايا الابرياء من جراءه .. و تراوحت التحقيقات و التحليلات ما بين قداحة و شمعة و ما بين رصاصات اصيب بها الخزان المنفجر ، بحيث يصح المثل
" تعددت الاسباب و الموت للشعب واحد " ..
و هل انفجار عكار ناتج أيضا عن الإهمال ؟
ما بين نيترات المرفأ و وقود عكار قاسم مشترك هو محاولة إخفاء الصاعق المفجر ، اقله حتى الآن ..
و لبنان يقف على حافة هويته : الاستمرار في الدوران في الفلك الغربي ام الانتقال الى تجربة الدوران في الفلك الشرقي ؟؟
الجواب على آخر سؤال موجود في شكل و توزيع حقائب التشكيلة الحكومية التي " إن نجحت " في الخروج من الصراع الدولي و ابصرت النور ، ستكون حكومة " تحديد هوية لبنان السياسية القادمة " اولا لياتي لاحقا " شكل الإصلاح " .. و إن لم تبصر النور ف " مسار آخر " ..
الصراع السياسي عميق جدا و هو اصبح جزء لا يتجزأ من الصراع المحوري العالمي ما بين الشرق و الغرب .