بيروت "سويسرا الشرق" لم تعد كذلك اليوم وكان لا بد أن تسرق دبي منها هذا اللقب


 بعد أن كانت الرمال والصحاري تملأ دبي ومحيطها، ها هي الإمارة الصغيرة تلمع وتسرق العالم العالم الغربي والشرقي وما بينهما. منذ أقل من مئة عام، كانت الإمارات تعتمد على زراعة الواحات وصيد السمك وتجارة التمور واللؤلؤ قبل أن تحصل شركة عراقية على حق التنقيب عن النفط في إمارة أبو ظبي عام ١٩٣٦ لينقلب اقتصاده فيما بعد رأسا على عقب ويصبح من أكثر الإقتصادات في العالم نمواً ويحتل المراتب الأولى من حيث مؤشرات دخل الفرد واستهلاكه للطاقة والناتج القومي. 


حقق اقتصاد دبي خلال فترة زمنية لم تتجاوز العقد والنصف، قفزات نوعية شملت كافة القطاعات الاقتصادية الرئيسية المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، الذي ارتفع بدوره من نحو ١٣٦ مليار درهم في العام ٢٠٠٥ ليصل إلى أكثر من ٤٢١ مليار درهم بنهاية العام الماضي، بنمو نسبته ٢١٠٪، فيما تضاعفت موازنة حكومة دبي لتصل إلى ٥٧٫١٪ مليار درهم هذا العام، مقارنة مع ١٨٫٨ مليار درهم في عام ٢٠٠٦، بنمو ٢٠٨ ٪.

وتشير مصادر إماراتية رسمية بأن النمو عام ٢٠٢١ بلغ ٣٬١ ٪ وهو مرجح للوصول إلى ٣٬٤ ٪ عام ٢٠٢٢ خاصة بعد أن بدأ إقتصاد الإمارة بالتعافي من النتائج السلبية لجائحة كورونا وعودة الثقة الأجنبية وتزايد الاستثمارات على أراضيها في قطاع خدمات الإقامة والفنادق كما في النقل والتخزين والإتصالات والصناعات التحويلية والأنشطة العقارية. 


واللافت أنه في الوقت عينه، تشهد عاصمة الحرف في العالم وست الدنيا "بيروت" تراجعا على مختلف الأصعدة الاقصادية والمعيشية في بلاد تمر بأصعب محنة لها منذ تأسيسها بعد تم نهب مقدرات لبنان من قبل من تحكم بمفاصل الدولة منذ تأسيسها وخاصة بعد حقبة ما بعد الحرب الأهلية اللبنانية إذ يرزح أكثر من ٦٠ ٪ من السكان تحت خط الفقر بعد تراجع قيمة العملة الوطنية وتدني الحد الأدنى للأجور الذي وصل إلى ما دون ال ٤٠ دولار أمريكيا شهريا. 




وعليه، لم يعد هناك مجال للمقارنة بين بيروت ودبي الذي باتت متقدمة عليها بملايين السنين الضوئية لتسرق الأخيرة منها لقب "سويسرا الشرق" وتتربع دبي على عرش الشرق الأوسط مؤكدة بذلك بأن أن الأوطان لا تحفظ في الجيوب وأن الشعوب لها حق تقرير مصيرها بنفسها ولله لا يغير في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...