في قمة العشرين ، لقاء بين اردوغان و بايدن طال انتظاره .. فتركيا في أسوأ حالاتها الاقتصادية و السياسية :

من سياسة " صفر مشاكل " في اوائل عهد اردوغان ،
إلى سياسة " صفر حلفاء " مؤخرا ..
تباينات سياسية تركية عميقة مع ايران و روسيا ( في مواضيع سوريا و ارمينيا و اذربيجان ) و مع الاتحاد الأوروبي ، و تحديدا فرنسا ، و الولايات المتحدة الأمريكية تتعلق بدور تركيا في ملفات الغاز على المتوسط و منظومات ال SS400 و التدخل التركي في كامل الملفات الساخنة بدءا من اوكرانيا وصولا إلى ليبيا ..
امس موقف من الناطقة بإسم الخارجية الفرنسية تندد باستعمال اوكرانيا مؤخرا لطائرات مسيرة تركية من نوع بيرقدار في قصف مواقع الانفصاليين الاوكران المتحالفين مع روسيا ، سبقه تحذير روسي شديد اللهجة لاوكرانيا ، و من وراءها تركيا ، من اللعب بنار لا يستطيعون السيطرة على امتداداتها ..
مع بدء الضخ الروسي للغاز المباشر إلى المانيا عبر خط سيل الشمال ٢ ، تفقد اوكرانيا دورها الاستراتيجي كناقل للغاز الروسي إلى أوروبا و بالتالي لم يبق للسلطة القائمة الا الانتحار العسكري الصاخب و تركيا جزء منه ..
ما رشح من قمة اردوغان بايدن حتى الآن ان الولايات المتحدة ابلغت قيادات وحدات حماية الشعب PKK أنها لن تتخذ أية إجراءات لحمايتهم من عملية تركية مرتقبة ،
و بالتالي تكون تركيا قد قبضت دفعة من الحساب الأمريكي في حساباتها في سوريا و العراق مقابل خدمات تركية سياسية و امنية لأمريكا في مواقع أخرى ..
معلومات متعددة رشحت امس ، ان تركيا ، و بظل الأزمة اللبنانية الخليجية ، بدأت مؤخرا بتعزيز وجودها السياسي الأمني في شمال لبنان في محاولة قديمة جديدة لوراثة الشارع السني من يد حلفاء الخليجيين ،
و عليه سجل في الأربعة و عشرين ساعة الماضية انتشار عسكري للفرقة الرابعة السورية ، الفرقة المدللة لروسيا ، على طول حدود شمال لبنان مكان حرس الحدود السوري ..
لبنان الهش سياسيا اصبح صندوق بريد امني مفتوح ..
و ما شهدناه من احداث في الطيونة قد يتكرر احداثا أوسع في الشمال ، الا انه هناك لن تبقى الأحداث محصورة لبنانيا بل اللعب الإقليمي سيفرض نفسه واقعا خطيرا ،
سيضع البلد الصغير على طاولة التشريح الدولية .