اشار دبلوماسي غربي ان السبب الحقيقي لافتعال الأزمة السعودية مع لبنان هو حاجة محمد بن سلمان ، ولي العهد السعودي " ان يسمعه و يراه " الرئيس الأمريكي جو بايدن ..

و تابع قائلا :
لقد مرت سنة على انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن و حتى الآن لم يحظ ولي العهد السعودي بلقاء معه أو زيارة إلى البيت الأبيض ، و ها هي قمة المناخ تنتهي و لم يظهر ولي العهد لانه لم يستطع تأمين موعد مع بايدن هناك ..
في فترة مصيرية من عمر الشرق الأوسط ، حيث تقف الإدارة الأمريكية الديمقراطية على أعتاب العودة الى الاتفاق النووي الموقع مع ايران و ما يعنيه من تغيير اوزان إستراتيجية في المنطقة ، ينظر ولي العهد إلى المشهد و جعبته خالية من اية أوراق قوة او ضغط يكون حاضرا بها للمشاركة في رسم المشهد القادم ..
مليارات من الدولارات صرفها ثامر السبهان في سوريا استثمارا في العشائر العربية ذهبت ادراج الريح و لم يستطع تأمين مقعد سعودي على الطاولة السورية ..
في الأردن ، فشل ولي العهد السعودي في احتواء الملك الأردني عبر " ميني انقلاب " خطط له على ايام ترامب و بدلا من ذلك ، افتتح الملك الأردني الأجندة العربية بأول زيارة إلى البيت الأبيض لرئيس دولة عربية ..
في العراق ، كل الدعم السعودي السياسي المالي لم يعط ولي العهد الكلمة الأولى بل بقي شريكا غير ذو أهمية ..
في فلسطين ، المشهد الأول الذي تصدر الساحة هو حرب غزة التي اشعلتها ايران و ساهمت باطفائها قطر ..
حتى المفاوضات السعودية الإيرانية المباشرة لم يستطع ولي العهد من خلالها الحصول على ورقة اقليمية تعيده إلى ساحات الصراع في الشرق الأوسط ..
اما اليمن فهناك الكارثة الكبيرة ، فخريطة السيطرة على الأرض تظهر تقاسم نفوذ جغرافي ما بين الامارات و ايران على حساب السعودية التي لم تعد تملك ورقة واحدة تجلس بها على طاولة الحل القادمة ..
بقي امام ولي العهد السعودي لبنان ..
فهو بعدما اخطأ و عاقب تيار المستقبل السني ، عبر إذلال سعد الحريري في المملكة ، فقد مصداقية المملكة لدى الطائفة السنية بكاملها ، بحيث أدار ظهره لها في توقيت إقليمي حساس ،
ساهم ذلك في تشرذمها السياسي و تشرذم حلفائها التقليديين عنها ، مثل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ، و من ثم ، و بعدما ادارت السعودية وجهها استراتيجيا عن لبنان بقرار معلن ، عادت تكتيكيا مجددا و تسللت للمسك بالملف اللبناني عبر الساحة المسيحية هذه المرة ، ممسكة بورقة الحرب على حزب الله و حليفه التيار الوطني الحر ، في توقيت تأليف " الحكومة الانتقالية " التي أراد من تاليفها الغرب تهدئة الأمور لحين انبلاج المشهد الاقليمي الجديد ..
لا شك أن مفهوم الخراب اينما حل يجذب الذباب الاسرائيلي و ما يقوم به ولي العهد السعودي في لبنان لا يخدم الأجندة الاوروبية و لا الأمريكية و التي جرى التعبير عنها في رفض مقاربة اسقاط حكومة ميقاتي في هذه المرحلة ..
فهل تسلف ايران المجتمع الغربي بدفع فاتورة سحب فتيل الانفجار عبر استقالة قرداحي و ما ثمن ذلك ؟
ام مصالح ايران تقضي بدفع السعودية و من وراءها اسراءيل إلى الغرق اكثر في المستنقع اللبناني ؟؟