ما ان أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية رفضها المبادرة الصينية للسلام في اوكرانيا ،

ثلاثة تطورات ستضع العالم في مرحلة جديدة :
- التطور الأول أتى من بحر الصين اثر قيام الطائرات العسكرية الصينية باعتراض طائرة امريكية للتجسس من نوع posideon P8 بالاقتراب لمسافة ١٥ مترا من احد اجنحتها ، مما دفع الطيار الأمريكي إلى التوسل لتركه يعود ادراجه بطريقة اعتبرت اذلالا لسلاح البحرية الأمريكية حيث تتبع الطائرة ..
- التطور الثاني رسالة روسية موجهة إلى المانيا و لكن ليس من موسكو بل من السفير الروسي في بكين الذي اعتبر تسليم المانيا قذائف دبابات مع يورانيوم منضب إلى اوكرانيا سيكون الرد عليه نوويا في ألمانيا ..
- التطور الثالث و هو الأهم و هي زيارة رئيس بيلاروسيا لوكاشينكو إلى الصين بعد يومين ، حيث يشاع ان اتفاقية دفاع مشترك صينية بيلاروسية ستوقع و سينقل على اثرها سلاح صيني متطور إلى بيلاروسيا بدأت الصين تحضره و توضبه منذ مدة ..
الصين دخلت عمليا في الحرب
و الحرب دخلت العتبة الأولى للعالمية ..

١٢ نقطة تشكل مبادرة الصين لوقف الحرب الاوكرانية الروسية :
- احترام سيادة جميع الدول
- التخلي عن عقلية الحرب الباردة
- وقف الاعمال القتالية
- استئناف محادثات السلام
- حل الازمة الانسانية
- حماية المدنيين واسرى الحرب
‏- المحافظة على امن وسلامة محطات الطاقة النووية
- خفض المخاطر الاستراتيجية
- تسهيل تصدير الحبوب
- وقف العقوبات الأحادية
- الحفاظ على استقرار الصناعة وسلاسل الامداد
- إعادة الإعمار بعد الصراع
المبادرة الصينية مفترض أن تكون مبادرة امريكية لوقف الحرب ، كون الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة العظمى في العالم ..
لكن أمريكا منشغلة في إشعال الحرب الدائرة اكثر و اكثر طمعا بتحقيق أرباح مادية في الداخل الأمريكي و أرباح سياسية في الداخل الأوروبي ..
توقيت المبادرة الصينية ذو شقين :
- شق يتعلق بكونها ما زالت تعتبر نفسها خارج الصراع الدائر ، فعلاقاتها جيدة مع جميع الأطراف تقريبا ، من روسيا الى أمريكا و إلى الاتحاد الأوروبي و حتى اوكرانيا
- شق يتعلق بوقف الحرب الكلاسيكية اليوم قبل أن تنزلق نحو حرب نووية ، خاصة بعد تجميد روسيا مشاركتها بمعاهدة ستارت للحد من الأسلحة النووية ..
اول رفض للمبادرة الصينية الحديثة الولادة أتى من اوكرانيا و هو رفض شامل لكامل بنودها ، و هذا ينطبق على الروحية الغربية فيما خص المبادرة ، كون اوكرانيا لا تملك قرار الحرب و السلم ، و هذا ظهر في مفاوضات اسطنبول المباشرة ، بينها و بين روسيا ، التي بدأت ايجابية و ما لبثت ان تدهورت لاحقا اثر الضغوط الأمريكية ..
إن الاستخفاف الغربي بالمبادرة الصينية له تفسير واحد و هو إطالة أمد الحرب التي أصبحت عبثية ، فدولة نووية مثل روسيا تملك ايرادات من مبيع الغاز و النفط و المعادن النادرة و اسواق شرقية مفتوحة لها ، مستحيل أن تخسر حربا على حدودها ..
إطالة الحرب الدائرة له هدف واحد و هو استنزاف روسيا ماديا و تحويل الحرب لاحقا من حرب على الشعب و الدولة الروسية إلى حرب شخصية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و فريق عمله عسى أن يتحقق إنجاز غربي ما في الانتخابات الروسية القادمة عام ٢٠٢٤ .. لكن من يضمن أن خليفة بوتين لن يكون أقسى قلبا و اقل ذكاء ؟
فالذي يعرف تركيبة الداخل الروسية ، يدرك ان بوتين الأكثر هدوءا من البقية في معالجة الأمور و ذو باع طويل و لا ينجرف عاطفيا و يفتح دائما الأبواب للحلول الدبلوماسية ،
على عكس البقية من المسؤلين الروس و اولهم الرئيس السابق ميدفيديف و غيره ..
الولايات المتحدة الأمريكية حذرت الصين من مساعدة روسيا في الحرب الدائرة ،
فقدمت الصين مبادرة ال ١٢ بند ..
رفض المبادرة سيحرر الصين من موقعها الوسطي ..
فهل هذا ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية ؟
فتح جبهتين في العالم ؟