عصفورية توقيت الساعة ..
المتنقل بين صفحات التواصل الاجتماعي
يرى لحمة و نهضة مسيحية جامعة ..
اتحاد مسيحي زمني و سياسي و شعبي
ضد " ترك الساعة " و مع " تقريب الساعة " ..
و كأن " هذه الساعة "
أصبحت ساعة القيامة بشحمها و لحمها ،
فتجمعت البيانات المتفرقة
و خرجت القرارات من كل حدب و صوب
لتنذر ان لبنان اصبح له توقيتين
توقيت " مسلم " و توقيت " مسيحي " ..
هذه هي الصورة الحالية المعروضة أمامنا ..
لكن وراءها صورة أخرى اكثر عمقا
تتمثل ، ليس بساعة من هنا و ساعة من هناك فحسب ،
إنما برغبة فريق من اللبنانيين
بأن يكون له " لبنانه " و للآخرين " لبنانهم "
او اذا تعذر التقسيم الجغرافي المقيت
فلا مانع من نظام فدرالي للجميع
يضع حدودا وهمية لوطن اللاحدود ..
و لكن هل حقيقة ان كل المسيحيين
و المسؤولين الزمنيين و السياسيين
متفقين على تغيير شكل لبنان
من بلد لجميع أبنائه
إلى بلد موزع طائفيا و مذهبيا ؟؟؟
الجواب لا : حتى الآن ليسوا متفقين ..
فلا الكنيسة تنادي بذلك ، و لا رأسها ،
و لا وسائل الإعلام تفسر محاسن الاستقلال عن بعض
و لا الاحزاب المسيحية تجاهر بذلك
و لا رؤوسائها و لا نوابهم او ما تبقى من وزرائهم ،
و إن كان بعضها يلمح تلميحا ( دون إفصاح )
ضمن أهداف تتعلق بتحسين شروطه التفاوضية ..
و من يهمس و يلمح بالتقسيم او الفدرالية
هو متغلغل تاريخيا في جبل لبنان
حيث اعماله و منازله و مدارسه ،
غير آبه و لا للحظة بمصير اولاد دينه و مذهبه
القابعين بقدرهم التاريخي خارج جبل لبنان
و يحملون تسمية " مسيحيي الأطراف " ..
فالناس عندهم قسم ب " سمنة " و الاخر ب " زيت " ..
اليوم نرى الهيجان يتجلى و يعلو
ضد الرؤساء اكانوا سنة ام شيعة ..
هيجان لن يلبث ان ينضمحل و ينطفىء
لحظة العودة الى تفاصيل انتخاب الرئيس ،
و مواضيع السلاح و النزوح و البنك الدولي
مضافا إليها المرفأ و أموال المودعين و رياض سلامة
معطوفة على مواضيع الكهرباء و السدود
و العلاقة مع سوريا و السعودية و ايران
وصولا إلى التوجه شرقا او غربا ..
فنرى الاصطفاف المسيحي قد تفرق مجددا
و كل فريق عاد و تقوقع خلف متراسه الحزبي الضيق
و نرى عودة لحملات التخوين و التقزيم المتبادل
و شعارات " نحنا فينا " و " انتو ما فيكم " ،
لندرك ان ما نراه اليوم لا يعدو كونه
" زوبعة ساعة في فنجان ٢٤ ساعة .."