فينيقيا لبنان

من الفينيقية....الى الضحالــة...الى الوراء دُرْ
من دور الفينيقيّة الطليعيّة، في التاريخ الغابر، و ذات الأبعاد العالميّة في الفكر والطموح و الرسالة بدءا بالحرف و وصولا الى ارساء التواصل وتثبيت الاتصالات و غزو أعماق البحار و المحيطات حتى شواطئ الأطلسي و أعني الولايات المتحدة الآمريكيّة...
و أعني بالغزو المعرفي الفضيل و التبادل التجاري
والفينيقيّة هي طاقة و ادراك و تصرّف...
وعظمة الريادة و وعي القيادة تجسّدا بنشر الفكر لا بالتقوقع، بالمبادرات لا بالتراجعات، باحتساب أوزان و أحجام و أبعاد الخطوات الواجب اتباعها ...
فانتقلنا بسبب رداءة المسترجلين، وتعذّر ايجاد الرجال الأقحاح، و انحسارالأدمغة الوطنيّة لمصلحة الباعة و التجّار و السماسرة، و التفريط بالقوى الفاعلة لحساب الآنانيّة المفرطة، و المصالح الضيّقة و سياسات المحاور المخادعة ...
فارتمينا لسوء الأحوال و رداءة الأقدار في أحضان طغمة دائخة غير فاعلة، سائحة في شَتَت و ليس لها مقرٌّ واضح و صريح ولكن فهي تخاطبنا من قنوات – ممرات و تمارس السباحة في الضحالة حيث يتمرّغ فيها طيف بل أطياف من الزعامات كما التماسيح بل أيضا كفرس النهر يفعل، و ما أدراكم بفرس النهر..!
لا بل بهذه الحثالة المتغطرسة السفسطائية الكاذبة المتلاعبة بحياتنا كما بمجتمعنا ، بالألفاظ كما بالأعمال.
انّ اللاعبين على الساحة حاليا هم في قربهم او بعدهم عن السفارات يسيئون الى نفوسهم، و الى وطنهم لبنان. و ليسوا في الحقيقة الا دوائر مفكّكة متباعدة و متنافرة رغم الانسجام المصلحي و التناغم المنفعي و لن يؤتوا بثمر و لا يصلحون بالتالي بكل أسف لادارة شؤون البلاد و التفرّغ لمشاكل و قضايا و هموم العباد ...
وقد سقطوا والله على أعتاب ابواب السفارات و يغالون و يزايدون و يفاخرون و لا يدرون ابدا ماذا جنت اياديهم و لا ما زالوا يفعلون...
فالضمير لديهم قطعة اكسسوار او بدائل تتغير بتغيّر الموديلات و الماركات و اللوحات...
فمن هو هذا الرئيس العتيد؟ هو من يصنع الحلول ويطهّر القلوب فلا نسترجلنَّ حلولا ولا نستغبينَّ انفسنا :
"فمن لا يملك الفلس لا يتمكن من دفع الدرهم" ...
فتشوا عمّن هو اقرب الى الواقعية وقادر بسياسته و خبراته و علاقاته على اعادة إنشاء الصداقات ورأب ما تصدع و اعمار ما تهدّم، و ليس لمتغيرات الأوضاع. فتشواعمّن هو مهيّأ و قادر و جاهز على زرع الثقة المتبادلة و نيل احترام المجتمع اللبناني و العربي و الدولي.
و العياذ دوماً فقط بالله..!
و كيلا نُطيل المقدّمة التي تلوم و تكشف سجلات هذا الرعيل الفاسد و الفاسق و النجس فنلجُ لُبّ الحل الذي يقتضي بأن نرى صحيحا و أن نتصرّف قويما و أن نعي – و نقولها بكل هدوء و اتزان- بأنّ متغيّرات كثيرة حصلت على مستويات العلاقات الدولية ( التحالف الروسي-الصيني...)،المتغيرات الاقليميّة ( التقارب الحذر السعودي-الايراني) ،اعادة النظر في سياسات تشكيل بعض السفراء، و الانفتاح العربي على سوريا و له أسبابه و قناعاته، كما طرأت تبديلات في المحاور الضيّقة كما في التوجّهات السياسيّة العامة و الفاعلة على كلّ الساحات ...
أمام هذا الشرح السريع والمقتضب جدا توفيرا لوقت المتلقّي، قد يتبادر الى ذهنك "شخصيّة الرئيس"، و نرسم أمامكم مسوّدة حلّ من الواجب معالجتها ولكن لها ترتيباتها و مخارجها الملزمة بالطبع و هي:
- انتخاب رئيس يجمع لا يفرّق، محطّ تقدير لا تصادمي، مرن ، يؤمن بالتفهم و التفاهم، يعمل عبر جهاز متكامل على اعادة ضخّ الحياة الاقتصادية و الماليّة و الاجتماعية و التربوية و الثقافية في شرايين هذا الوطن.
- اعادة دراسة علاقات حسن الجوار و الانفتاح و التنسيق مع كافة الدول الفاعلة اقليميّا و دوليا لاستعادة الكثير من الاعتبارات...التي فقدها لبنان.
- العمل الدؤوب من جهة مع الدولة السورية و من جهة ثانية مع المرجعيات الدولية لحلّ المشاكل العالقة على كل المستويات و منها قضيّة النازحين السوريين الخطيرة.
- دفع الحوارالوطني بين كل الأحزاب و التكتلات و المرجعيات با تجاهات وطنية تكفل الأمن و الآمان و السيادة و الاستقلال.
- تفعيل ايجاد حلول عملية للوجود الفلسطيني المسلّح على أرض لبنان المستضيف.
- تفعيل و تنشيط و تحديث طاقات و قدرات القوى النظامية من جيش و قوى أمن عام و قوى أمن داخلي...
- " مناقشة ملف سلاح المقاومة" و ايجاد المخارج الوطنيّة المشرّفة على ضوء الحوار البنّاء و الصريح و الجريئ .
البحّاثة الدكتور كمال يونس