Image result for lebanese resistance kataeb

ـ إذاً المحطات التي تألقت فيها المقاومة اللبنانية خلال الحرب الفلسطينية ـ السورية على لبنان هي ثلاث. المحطة الأولى، تمثلت في ارتجال جيش بديل عن الجيش اللبناني والصمود في وجه أخطر مؤامرة دولية على لبنان نفّذتها المنظمات الفلسطينية وحلفائها. المحطة الثانية، تمثلت في الإنتقال من مرحلة الصمود إلى مرحلة الهجوم، ومحاصرة المعسكرات الفلسطينية وإسقاطها. المحطة الثالثة، محاصرة القوات السورية وطردها من المناطق الشرقية ولكن بثمن مرتفع من الشهداء المدنيين والدمار الهائل... إلى أن جاء العام ٢٠٠٥ حيث انتفض الشعب اللبناني كله في وجه الإحتلال السوري، فانطلق في تظاهرة مليونية أدّت إلى طرده من كافة المناطق اللبنانية.
١١٩ـ اللافت للنظر هنا ان المناظق الشرقية تحرّرت ثلاث مرّات بدلاً من مرة واحدة، الأولى، عام ١٩٧٦، الثانية، العام ١٩٧٨، الثالثة، العام ٢٠٠٥، والسبب يعود دائماً إلى الأخطاء السياسية التي اقترفتها القيادات المارونية، ما يعني ان الأداء العسكري للمقاومة اللبنانية كان باستمرار متفوّقاً على الأداء السياسي.
١٢٠ـ في آذار ١٩٨١ فرض السوريون حصاراً خانقاً على زحلة تمهيداً لاحتلالها، فرفض الأهالي وقرروا المواجهة، فسارع الشيخ بشير إلى دعمهم لوجستياً وعسكرياً، ثم أرسل إليهم عن طريق الجرد مئة مقاتل بقيادة جو إدّة بينهم ٢٢ مقاتلاً من حرَّاس الأرز بقيادة كيروز بركات حيث اتخذوا من حوش الأمراء مقرّاً لهم.
١٢١ـ إستبسل الزحليون كعادتهم في الدفاع عن مدينتهم بالرغم من موقع المدينة المعزولة جغرافياً عن المناطق الشرقية، ومن اختلال ميزان القوى بين المهاجمين الذين استخدموا كعادتهم كل أنواع القذائف والصواريخ وحتى سلاح الجو لتدمير الأحياء والمنازل على رؤوس الأهالي، وبين المدافعين الذين تصدّوا لهم بأسلحة فردية مقرونة بشجاعة نادرة.
١٢٢ـ بعد ثلاثة أشهر من المعارك الضارية والصمود الرائع من قبل الأهالي، توقف القتال نتيجة الضغوط السياسية الهائلة التي مارستها الجاليات اللبنانية عامة والزحلية خاصةً على عواصم القرار، فاحتفلت زحلة ومعها اللبنانيون الأحرار بالإنتصار على الغزاة، ولكن بثمن مرتفع دفعته من دماء شهدائها ومن خراب غير محدود في المنازل والأحياء والمحال التجارية، مع الإشارة إلى أن خسائر العدو فاقت بكثير خسائر زحلة بالأرواح والعتاد العسكري.