مشهد الحرب الأهلية مقرونا بمشاهد من حرب تموز يتربع على كل المسارات القادمة

أصبح واضحا أن المبادرة الفرنسية دخلت في البداية على أسس تقوم على تجنب المناقشة بالمواضيع الخلافية اكانت داخلية ( كسلاح الحزب ) أو خارجية ( كترسيم الحدود ) و اكتفت بعناوين إصلاحية جذرية ربطت تحقيقها بتمويل غربي للبنان كي ينهض من جديد ..
كما أصبح واضحا أن الدخول الأمريكي في منتصف المبادرة الفرنسية و طرحه موضوع ترسيم الحدود في لقاء جانبي مع رئيس المكتب السياسي لحركة امل و عدم التوافق عليه ، عجل بصدور العقوبات على الوزير علي حسن خليل و دفع الأمور إلى محاولة سحب وزارة المالية من الطاءفة الشيعية و اسنادها إلى الطاءفة السنية و بالتالي نقل ملف ترسيم الحدود من يد رئيس مجلس النواب إلى يد رئيس الوزراء القادم ..
فالتمويل الغربي للبنان لم يعد محصورا بمعالجة ملفات الفساد المزمنة و التي تطال الجميع دون استثناء ، بل ارتبط بملف ترسيم الحدود البرية و خاصة البحرية من منظار المصلحة الإسرائيلية طبعا ، و عليه يصبح تمويل لبنان ببضعة مليارات من الدولارات يقابله خسارة لبنان لأضعاف هذا الرقم عبر خسارته كيلومترات مربعة من ألغاز التي ستصب في مصلحة إسرائيل .. و عليه ، فإن الطبقة السياسية اللبنانية ، بفسادها التاريخي ، ساقت نفسها بنفسها و ساقت لبنان و مستقبل ابناءه معه ، على مقصلة دولية لا ترحم ..
و إن كان الغرب يعلم جيدا أن الفساد في لبنان لا دين له و لا طائفة و أن الجميع متورط به ، فذلك لن يمنعه في استعمال ملفات الفساد سياسيا و بصورة انتقاءية لتحقيق أهدافه الاستراتيجية السياسية ..
المشهد لونه اسود و لبنان على مفترق طرق خطير ، فمساحات المناورات تضيق يوما بعد يوم ، مثكلة بالانهيار الاقتصادي و الصحي ، و عليه ، فإن السير على الطريق الدولية لن يرحم احدا و الخروج عن هذه الطريق دون رحمة أيضا ..
الطائفية و الكره و البغض على أشده ، و السلاح المتفلت مع الجميع ، و الدولة على قاب قوسين من انهيارها السياسي و المالي ، و الجميع يتفرج من الخارج ،
مشهد الحرب الأهلية مقرونا بمشاهد من حرب تموز يتربع على كل المسارات القادمة ..
الحل بمن سيبقى واقفا أخيرا
Post a Comment