نظرة سريعة على الواقع السياسي في لبنان

نجد ٣ مذاهب منكبة على تحصين وضعها الداخلي
و رص صفوفها و توحيد جهودها
عبر آليات و وسائط داخلية و حتى خارجية
تمهيدا لقطف ثمار المرحلة المقبلة
التي يستدل عنها ، من الفراغ الرئاسي القائم ،
انها ستحمل عقدا سياسيا جديدا لجميع اللبنانيين
بالرغم من تحفظات مذهب من المذاهب الثلاث
على حماية إنجازاته السياسية التي حصلها له
اتفاق الطائف من جعبة طائفة اساسية مؤسسة للبنان ..
نظرة على تلك الطائفة الأساسية المؤسسة للبنان
نرى مشهدا كوميديا في الظاهر
مبكيا في الباطن ..
على مدى سنتين و نيف ، امعن القيمون على الطائفة
على ضرب موقع الرئاسة الأولى ضربا سياسيا مبرحا ،
فلم يتركوا مصيبة كبيرة او صغيرة ،
الا و رموا مسؤوليتها على ذلك
الكرسي " العاري من الصلاحيات " في بعبدا :
فمن الانهيار الاقتصادي ، إلى انفجار المرفأ ،
و من شرارة الثورة الى قمعها وصولا إلى انطفائها ،
إلى العمالة و الخيانة ، السرقة و التشبيح ،
المصارف و القضاء ، الفيول و الكهرباء ،
التهريب و الكابتاغون ، دولار السوق الاسود و الملون ،
الترسيم و اللاترسيم ، النفط و الغاز ،
و آلاف من الملفات الأخرى ،
جمعت جميعها في كيس واحد
و حملت عتالة مجانية على ظهر
رئيس الجمهورية وحده ،
مع العلم انه و تياره السياسي ليسوا أبدا أبرياء ..
بصورة أخرى ، هؤلاء القيمون على الطائفة المؤسسة ،
و بهدف كسر خط و خيار الرئيس الماروني ،
اصدروا صكوك براءة لكل ما اقترفته حكومات :
رفيق و سعد الحريري ، فؤاد السنيورة و تمام سلام ،
الميقاتي و من غفلنا عنه سهوا ،
صكوك براءة لنبيه بري و وليد جنبلاط و من لف لفيفهم
من حلفاء و وزراء و نواب و مدراء عامين و قضاة ،
مضافا إليهم مدراء المرافىء و المطارات
إلى كل من مر يوما في مركز خدم فيه
تلك الطغمة التي نسجت خيوط عنكبوتية
التفت بها على رقبة الدولة و عصرتها عصرا
إن كان على مستوى الادارات
و إن كان على مستوى الشارع و السلاح ..
الجميع حصل على صك براءة محلي و إقليمي و دولي
حتى " حزب الله " عندما ساهم في الترسيم ،
الا " الماروني " في سدة الحكم
صدر به حكم إعدام من
" اترابه الموارنة الكارهين له و لبعضهم البعض " ،
فيما المذاهب الثلاث الأخرى
تصفق لهم من بعيد و تشجعهم على الاستمرار
في الكيدية و النكد ، و التفرقة و بث الكره ،
لان " قارب الموارنة غارق لا محالة "
في بحر التسويات القادمة ..
التدمير الذاتي