تداولت وسائل إعلام عالمية منذ فترة كلام عن احتمال حصول مفاوضات تحت الطاولة بين الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا تتعلق بموضوع اوكرانيا ، قابلها عدة تصريحات من قادة امريكيين عن ضرورة بدء المفاوضات ، اهمها كلام قائد الجيش الأمريكي مارك ميلي ، اول من امس ، الذي نصح زيلينسكي بتلقف الفرصة ..
تلك الاحتمالية في بدء المفاوضات جرى التأكد انها حاصلة منذ فترة و الدليل زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان إلى كييف حاملا معه ، حسب التسريبات ، ما سمي ب " خارطة سوليفان " ..
فما هي خارطة " سوليفان " ؟
حسب مصادر مضطلعة ، فإن خارطة سوليفان فيما خص خيرسون مثلا تقوم على تقسيم خيرسون ، بين الضفة اليمنى و الضفة اليسرى لنهر دنيبرو ، و هو فعليا ما نفذته روسيا منذ ايام بانسحابها من الضفة اليمنى البالغة ٩٠٠٠ كلم ٢ مقابل احتفاظها بالضفة اليسرى التي تبلغ مساحتها
١٨٠٠٠ كلم ٢ و اتبعتها بتصريح رسمي صادر عن الكرملين يفيد ان كامل خيرسون ما تزال ملكا لروسيا و الانسحاب هو محض تكتيكي لمواجهة الشتاء القادم ..
ماذا يعني هذا بالنسبة للمراقبين ؟
هذا يعني ان روسيا تعطي فرصة ل جاك سوليفان في اقتراحه الخارطة الجديدة ، لكنها بنفس الوقت تحتفظ باعادة احتلال الضفة اليمنى في حال فشلت المفاوضات الجارية على كامل رقعة اوكرانيا ..
و تأكيدا على النظرة الروسية ،
تسرب خبرين من الكرملين ، الأول يتكلم عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس بوتين إلى خيرسون و دونباس ، و الثاني أوامر من بوتين لوزير دفاعه شويغو بتأمين ، و خلال اربعة ايام فقط ، جميع مستلزمات الجيش الروسي في خيرسون للدفاع عن الضفة اليسرى ، فسره مراقبين ان " مستلزمات بوتين " تعني الانتقال إلى النووي التكتيكي ..
خلاف كبير موجود ايضا بين الامريكيين و الروس يتعلق بمحطة الطاقة النووية في زابورجيا و مستقبلها النووي بالنسبة لاوكرانيا و أوروبا ،
يضاف اليه حديث عن محاولة وقف إطلاق نار على طول الجبهة الاوكرانية الروسية خلال الشهر القادم مع اشتراط روسي بعدم تسليح اوكرانيا مجددا خلال الشتاء القادم و الا فإن القصف بالصواريخ و الطائرات سيعاود نشاطه مما يعرض الهدنة للانتكاس ..
ما يظهر ان الإدارة الأمريكية تريد إنهاء النزاع الاوكراني قبل الربيع القادم لعدة اسباب ، اهمها نقص في الذخائر و الأسلحة المقدمة إلى اوكرانيا ، فراجمات ال Himars أصبحت جميعها في اوكرانيا و لا ذخائر احتياطية في المستودعات ، ثانيا انه في الربيع القادم ، تكون روسيا قد انهت تدريب و تجهيز الاحتياط البشري للجيش و البالغ حتى الآن ٣٣٠ الف جندي ، مما سيمكنها من تجاوز مجددا الخطوط المرسومة اليوم و الوصول مجددا إلى كييف ، ناهيك الوضع الاقتصادي المهترىء في أوروبا و خاصة في لندن و تأثير استمرار الحرب على تدهور الاقتصاد ..
في الخلاصة ،
هناك فرصة ، لكن " حذرة " جدا ،
إذ ان المطلوب لإتمام الهدنة هو خروج طرفين من الصراع محتفظين بماء الوجه : روسيا و أوروبا ..
فمن سيدفع و يذوق طعم الهزيمة المرة غير اوكرانيا ..؟
إما الهدنة خلال الاشهر المقبلة ،
و إما التصعيد اللامحدود مع بداية الربيع ،
تصعيد قد يتجاوز الأسلحة التقليدية ،
و يتجاوز الحدود الاوكرانية