بشير الجميل
قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: "كل القواتيين كانوا مثلي, تركوا كل شيء للدفاع عن ضيعهم ومناطقهم ولبنانهم, وكانت منظمة التحرير الفلسطينية دولة, وكانت أقوى من حزب الله اليوم".

وفي حديثٍ لـ "نداء الوطن", أضاف جعجع, "كانت مع منظمة التحرير الفلسطينية مجموعات حزبية والنظام السوري وكانوا جميعاً "طاحشين", على "العرقولة" دائماً, القوات اللبنانية والتي كانت دائما العقبة أمام طموحاتهم. وإذا حذفنا القوات اليوم - كما بالامس - من المعادلة فمن يبقى؟ لذلك تسمعينهم يرددون اليوم: قوات وقوات, واسمي، إسم سمير جعجع بعد بشير الجميل، يضايقهم".

وتابع, "صبرا وشاتيلا مثلاً التي لم أكن موجوداً فيها، وكل التحقيقات ظاهرة، فهل يُتَهم فيها أحد؟ في قصة إهدن كان هناك قياديون عديدون، لن اسميهم، فهل من يتكلم عن غير سمير جعجع؟ أنا كنت أول من اصيب في أحداث إهدن وابتعدت لكن إسمي يستمر يتردد, لماذا؟ ببساطة لأن لديهم مصلحة في ذلك, إذا هاجموا إيلي حبيقه فماذا سيستفيدون؟ لا شيء، بينما يستفيدون إذا هاجموا سمير جعجع, لذلك أقول لك أن ليس جسمي هو اللبيس بل إسمي".

وعن إتفاق الطائف، أكّد جعجع أنّه "قبلت بالطائف, وكل الناس تعرف أن الإتفاق ليس فظيعاً بدليل ما تشوبه من ثغرات ونقاط ومعالم غير واضحة، لكن لا يمكن الحكم على هذا الإتفاق الذي لم يُطبّق بفعل الإحتلال السوري في المرحلة الأولى ورفض حزب الله تسليم سلاحه في المرحلة التالية".

وأشار إلى أنَّ "مطلوب تطبيق الطائف بشقه السيادي قبل أي شيء آخر".

وقال: "هناك من نسي خطر ميشال عون حينها، وهو ما ظهر جلياً للعيان في فترة الستة أعوام التي حكم فيها, أنا قبل ذلك، لمست شخصياً هذا الخطر, ولم نكن نعرف بماذا سيقحمنا ويرمينا في كل لحظة: في الحائط، في البحر، في الجوّ, والمنطقة الشرقية الحرّة، كانت حرّة، ولا أحد قادر على الإقتراب شبراً منها, لكن، حين استلم ميشال عون بدأت تتخبط بقراراته غير المبنية على خطط وتصورات واضحة أو خارطة طريق جلية, خفتُ يومها, كان يرمي ضربة هنا وضربة هناك".

وأكمل جعجع, "كنت أنام في المجلس الحربي ولا أعرف علام سأستيقظ في اليوم التالي, هو أطلق حرباً بلا أفق ومقومات مع الخارج وقام بطحشة داخلية تحت حجة توحيد البندقية، في حين يوم أصبحت لدينا دولة فعلية لم يرد توحيد البندقية مع حزب الله".

وعن الفترة التي أدرك فيها جعجع أنه أصبح محاطاً بالخطر الإبادي الكبير, قال: "منذ العام 1991 أدركت ذلك, وأول علامة كانت إغتيال أربعة مسؤولين قواتيين في شهر واحد: إيلي ضوّ في كفرشيما، سامي أبو جوده في جل الديب، نديم عبد النور في الأشرفية، وسليمان عقيقي "شلومو" في كفرذبيان".

وأضاف, "كلهم إغتيلوا ولم يتم التحقيق في ما حصل, كانت رسالة, بعد عام إكتشفنا محاولة اغتيال يتم التحضير لها فلازمت مكاني في غدراس, وبعدها بدأوا يحضرون للإعتقال".

وتابع, "وضعوا متفجرة في جونيه إتهمونا بها, ومع كل حادثة كانوا يضعون ما يدل على أن الفاعل هو القوات, فجروا بيت الكتائب في الصيفي وتركوا سيارة فيها بندقية وبطاقة هوية باسم شخص من بيت رحمة من عيناتا, صاروا يحومون أكثر حولنا, ويوم حاولوا اغتيال ميشال المرّ ألصقوا التهمة أيضا بنا, قالوا إنهم إكتشفوا أحد الاشخاص من بيت جعجع كان يراقب بالمنظار في الجوار, حاولوا كثيراً الى حين توجوا افعالهم بحادثة تفجير الكنيسة وتمكنوا من إيجاد شخص (جريس الخوري) ساعدهم بتلفيق قصة كاملة من ورق عاد وتراجع عنها, قبلوا بشهادته ورفضوا تراجعه, واعتقلوني. نجحوا (مبدئياً) في ما سعوا إليه كثيراً".

وعند سؤاله حول ما إذا يسامح سمير جعجع من اعتقله, يقول: "على المستوى الشخصي أكيد، أما سياسياً فلا, نظام الأسد "مجرم" وهذا يقين لا أتخلى عنه, أما العسكري الذي كان يقفل عليّ قضبان السجن فسامحته, أنا لا أحقد شخصياً على أحد اما الإرتكابات العامة فأتابعها للآخر".

وأشار جعجع إلى أنَّ, "هناك مثل يقول "أضرب الراعي يتشتت القطيع", والحمدلله القوات اللبنانية خرجت بأقل أضرار ممكنة، وأتذكر من قال: أدخلوا قائد القوات الى السجن فولد مئة قائد قوات, وتمنيت وأنا في السجن الإلتفاف حول يسوع الملك وأرسلت بهذه الرسالة الى البعض, قلت لهم: إلتفوا على بعضكم في هذا الوقت وفي أسوأ الحالات أبقوا هادئين الآن الى حين خروجي, وإذا ارتكبت ستريدا أخطاء فهذا ليس وقت المحاسبة".

واستكمل, "هناك أشياء رمزية في الحياة ووجود يسوع الملك حينها كان رمزاً, كل حركات التحرر من مانديلا في جنوب أفريقيا الى آخر الدنيا عانوا جراء القمع والإعتقال, وهذا طبيعي".

وأكّد جعجع أنه "مطمئن لمستقبل القوات اللبنانية جداً, وكانت الأعوام الـ 18 الماضية مثمرة, وقريباً سنجري إنتخابات داخلية يكتمل فيها عنقود التنظيم, ولا يمكن المقارنة بين القوات والتيار من خلال التنظيم الذي هو شيء آخر تماماً, فالقوات بنيت حجراً فوق حجر، وقلباً مع قلب, وثبت أن العواصف لا تهدها".